تم إنشاء دير القديس فرنسيس في العلية، على جبل صهيون، عام 1936، من قبل الأب جيم لول، الذي قام بإعادة تنسيق مجموعة من البيوت العربية، بهدف اتاحة الفرصة للحجاج أن يحتفلوا بالأسرار المرتبطة بالعلية، في مكان قريب من المزار الأصلي. ونظراً إلى التزايد في عدد الحجاج، فقد ظهرت الحاجة إلى توسيع الأماكن المخصصة للإحتفال. لذلك، قررت حراسة الأراضي المقدسة توسيع المصلى السفلي وإعادة ترتيب الحديقة، بفضل التعاون الذي أظهره الفنان ميكيلي كانسونيري والمهندسة المعمارية روسيلا ليوني.
الحديقة
تتضمن الهندسة المعمارية للأديرة بشكل عام حديقة مغلقة ورواق يحملان المرء بديهياً على الصلاة المستمرة ضمن مساحة مفتوحة ومخصصة لزراعة النباتات الطبية. أما الحديقة التابعة لدير القديس فرنسيس، فلا تتطابق ومواصفات رواق الدير التقليدي. وإذ تهدف أولاً لأسباب عملية، فإن هذه الحديقة تتلائم والحاجات الجديدة التي يتطلبها استقبال الحجاج. ويتميز الترتيب الجديد لهذه الحديقة بوجود عدد كبير من حجارة القدس البيضاء (المنحوتة أو الخام)، التي تجعل الحديقة تبدو كمتاهة مفتوحة. وبذلك يستطيع الحجاج التحرك عبر الممرات المحددة للتنقل ما بين المدخل الرئيسي والمقبرة الصغيرة التي يطل عليها المصلى السفلي الجديد والمكرس للروح القدس.
تمت زراعة مجموعة من الأشجار حول حوض صغير من المياه التي تسبح فيها بعض الأسماك. وفي هذه الحديقة المزينة كلها بحجارة القدس البيضاء، توجد كذلك: شجرة خروب وشجرة صنوبر ضخمة، وأشجار نخيل وأشجار سرو وأشجار زيتون وغار وحمضيات وألبيزيا، إضافة إلى أشجار يهوذا (نذكر أن كل شيء يبدأ بالخيانة)، وأشجار اللوز (التي ترمز للسهر).
المصلى السفلي
قام ميكيلي كانسونيري بإعادة ترتيب المساحة الداخلية للمصلى السفلي، المبني بين ممرين والمسقوف بقنطرات تعود إلى الفن الصليبي، وفقاً لمخطط ليتورجي دقيق يهدف أيضاً إلى ادخال المزيد من النور إلى المكان. تم تنسيق دخول النور إلى المصلى من خلال النوافذ الزجاجية والنقوش التي تقع في حنية الكنيسة الموجهة نحو العلية. أما النوافذ السبعة الأخرى (المصنّعة في معمله الواقع في باليرمو، من الزجاج المنفوخ والصلب، ومن زجاج الاكريليك والأصباغ) فإنها تستعرض موضوعات لاهوتية قام باختيارها الأب اينريكي بيرميخو (حارس الدير) بالإتفاق مع الفنان. أما هذه المواضيع فهي: غسل الأرجل، والظهور للتلاميذ، والرسل مع مريم العذراء، والعنصرة، وخطاب القديس بطرس، والمعمودية (المدخل الرئيسي للمصلى من الحديقة)، والإفخارستية (الممر الداخلي للدير).
أما المذبح والمقرأ والمقاعد، فقد تم اختيار حجرها من أحد المحاجر المحلية، بينما تم ارسالها للتصنيع في عدة معامل في بيت لحم.
تمت صناعة المصلوب من مادة الراتنج والزجاج المنفوخ، وهو يشع بالألوان الخاصة بالتقليد الفرنسيسكاني. كذلك فإن الباب المؤدي إلى الساكرستية مصنوع من خشب السرو (مائدة العلية)، وقد تم تقسيمه إلى اثني عشر لوحاً وضعت فيها مسامير من الزجاج، أتمت عمله الفني. تم افتتاح هذه المرافق الجديدة التابعة للعلية الصغيرة في 12 تشرين الأول 2014.